
رافينيا، دي خيا وآخرون.. رماد الأمس ونيران التألق
لم ينجح بعض نجوم كرة القدم في نيل رضا مشجعيهم والجماهير الرياضية، أو إثبات صحة قرارات الأندية في شراء عقودهم أو دفع مبالغ طائلة في شكل أجور ومكافاء ات وذلك رغم ظهورهم بمستويات كبيرة في مواسم ماضية، غير أن الموسم المنقضي كان ممرّا قاسيا لأسهم الانتقادات التي وُجهت نحوهم مرفقة بالتقارير الإعلامية التي تؤكد فشلهم وخروجهم من حسابات المدربين.
ولكن من نجح في مقاومة ضغوطات المغادرة، ومن غيّر ظروف العمل ومكانه، سيعبر حتما من عتمة نفق الفشل نحو بوابة الإصرار على النجاح. هكذا كان شعار لاعبين تألقوا مع اقتراب الموسم من انتصافه، نستعرض في هذا التقرير أهمّ أرقامهم وإنجازاتهم.
أفضل مثال على العودة من تحت الركام، هو الحارس الدولي الإسباني دافيد دي خيا، الذي وقع عقدا جديدا مع بداية الموسم مع الفريق الإيطالي فيورينتينا، ليبهر جماهير الفيولا بتصديات مذهلة جلبت لفريقه في الكثير من الأحيان، نقاط الفوز الثمينة ليساهم في احتلال فريقه المركز الرابع بالدوري الإيطالي وبفارق 6 نقاط عن الصدارة مع مباراة منقوصة.
وبعد موسم كامل من الغياب عن الملاعب إثر نهاية عقده مع مانشستر يونايتد، نجح دي خيا في الخروج بشباك نظيفة في 6 مناسبات من أصل 12 مواجهة خاضها مع فريق مدينة فلورنسا في الكالتشيو.
وفي ظروف مختلفة، تمكن لاعب آخر من العيار الثقيل في فرض نفسه مجددا بعد أن حاصرته الانتقادات، وهو البرازيلي رافينيا نجم برشلونة الذي اتهمته الصحافة الكاتالونية بعدم قدرته على المراوغة وحسم المباريات رغم تسجيله 10 أهداف وصناعته 13 هدفا، لينفض الغبار عن نفسه في الموسم الحالي مع المدرب الجديد للبارسا هانزي فليك الذي منحه ثقة كبيرة بشحنه بشارة القيادة وتغيير وظائفه في الملعب من جناح إلى مهاجم ثان في المساحات النصفية، مستغلا عمله الشاق على مستوى اللياقة البدنية ليظهر بهيئة جديد جعلته يتوهج في خط هجوم الفريق الكاتالوني بتسجيله 17 هدفا وصناعة 10 أهداف في 24 مواجهة خاضها إلى حد اللحظة ويساهم في تصدر جدول ترتيب الليغا مؤقتا واحتلال المركز الثاني في ترتيب دوري أبطال أوروبا إضافة إلى مساهماته في الانتصارات الكبيرة على فرق من العيار الثقيل مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ.
وعلى نفس الخطى، تمكن المهاجم الانجليزي مايسون جرينوود من إثبات جدارته في ارتداء القميص رقم 10 لفريق الجنوب الفرنسي أولمبيك مارسيليا الذي تعاقد معه قادما من مانشستر يونايتد بعد فترة قضاها معارا مع خيتافي الإسباني لينجح هذا الموسم في قيادة فريقه نحو وصافة الدوري الفرنسي بتسجيله 10 أهداف وصناعة هدفين في 15 مواجهة.
مهاجم آخر نجح في قهر الانتقادات، وهو الإيطالي مويس كين الذي نجح في هز الشباك 13 مرة رفقة فيورينتينا، ليظهر بثوب البطل بعد أن عانى من ضغوطات مخيفة في سنّ مبكرة مع فرق كبيرة بحجم يوفنتوس وباريس سان جيرمان وإيفرتون، قبل أن يعيد اكتشاف نفسه مع الفيولا ويعود أيضا إلى المنتخب الإيطالي.
ولكن هذه العودة لم تكن سهلة، إذ وجد منافسا شرسا على مركز المهاجم الصريح مع نجم أتالانتا ماتيو ريتيغي الذي يمر هو الآخر بمرحلة تطور باهر بعد موسم متواضع مع جنوى سجل خلاله 9 أهداف، لينتقل هذا الموسم إلى النادي اللومباردي الذي ينافس في دوري أبطال أوروبا، ويسجل معه 14 هدفا ويصنع 4 آخرين جعلت فريق مدينة بيرغامو يعتلي جدول ترتيب الدوري المحلي وتواجده في مركز مؤهل للأدوار الإقصائية في المسابقة القارية.
أما أكبر المستفدين من تطور اللاعبين فهو نادي ميلان، بعد أداء مبهر للاعبيه كريستيان بوليسيتش وتيجاني ريندرز.
وبالنسبة لبوليسيتش فإن الأمر كان أكثر صعوبة، بعد خروجه من حسابات تشيلسي في موسم 2022 وإصاباته المتكررة، ليعود هذا الموسم ويشغل مركز الجناح الأيمن في تشكيلة الروسونيري ويخفف العبء على الجهة اليسرى التي يشغلها رافاييل لياو، ويساهم في تسجيل 14 هدفا.
أما الدولي الهولندي ريندرز فظهر هو الآخر بمستويات مميزة، ولعب تقريبا في جميع مراكز وسط الميدان وسجل 8 أهداف وصنع 3، أبرزها ثنائيته ضد إيمبولي في الدوري المحلي وهدفه ضد ريال مدريد في دوري الأبطال، إضافة إلى أدواره المتنوعة في الملعب بين الدفاع والهجوم والتسجيل والصناعة. ولم يظهر جوكر الميلان بهذا المستوى في الموسم الماضي واكتفى بتسجيل 4 أهداف وصناعة مثلها في 50 مواجهة خاضها في مختلف المسابقات.